
الشباب هم روح الأمة وحاضرها ومستقبلها، وقد أولى سماحة المرجع الديني السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله اهتمامًا بالغًا بتوجيه طاقاتهم وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات. وفيما يلي مجموعة من كلماته المباركة، مرفقة بعناوين وشروح مبسطة لتكون أكثر وضوحًا وتأثيرًا.
1- مسؤولية الشباب المؤمنين والفتيات المؤمنات
الشباب والفتيات المؤمنون يمتلكون طاقة عظيمة تجعلهم الأكثر قدرة على صناعة التغيير في المجتمع، ولهذا تقع على عاتقهم مسؤولية أوسع.
يقول سماحته دام ظله: “إن مسؤولية الشباب المؤمنون أكبر، والفتيات المؤمنات، لأنّ طاقتهم أكبر، ولأنّه في إمكانهم ترتيب مقدّمات الوجود أكثر من غيرهم. أي الشباب على جميع الأصعدة، في الجامعات والأسواق، والطلبة والطالبات، وشباب العشائر، وكذلك الفتيات، في كل مكان، في البيوت، وغيرها”.
2- الفتاة المؤمنة والشاب المؤمن… دنيا من الطاقة
الإيمان يجعل من كل مؤمن ومؤمنة مصدر طاقة بنّاءة، وعليه فالمطلوب هو التنافس في الفضيلة ورفع مستوى الأخلاق.
ويقول سماحته مؤكدًا على قيمة التنافس في الفضيلة: “الفتاة المؤمنة والمرأة المؤمنة هي دنيا من الطاقة. وهكذا هو أيضاً الشاب المؤمن، والرجل المؤمن. فيحاول كل واحد أن يتنافس في الفضيلة وفي الأخلاق، وفي تنمية الفضيلة، وتصعيد الفضيلة، وينمّي نفسه أكثر ممن يعيش معهم. وهكذا بالنسبة لغيره وغيره”.
3- التكرار سبيل التأثير والإقناع
الكلمة الصادقة قد لا تؤثر من أول مرة، ولكن مع التكرار والإصرار بأساليب مختلفة، فإنها تترك أثرها في النهاية.
ثم يرسم سماحته منهجية فيقول: “إذا ذكرت أمراً أو مطلباً ما لشاب، أو تحاورت معه، ولم يتأثّر به، فكرّره عليه، وهكذا في المرّات القادمة وبأشكال مختلفة وأخرى. ويمكن أن تحدث الحوارات، في السيّارة، والطائرة، والباخرة، أو في بيئة العمل والعائلة، وبين الأصدقاء وأمثالهم. فليس المهم أين يكون ومتى، بل المهم تأثير الكلام، الذي يحصل بالتكرار”.
4- العمل والجهد في سبيل الله
الجدّ والاجتهاد مطلوب من كل إنسان، لكن قيمته الحقيقية تتحقق عندما يكون الهدف لله تعالى، بعيدًا عن الكسل والتقاعس.
يؤكد سماحته بقوله: “على الإنسان في الوهلة الأولى لاسيّما الشباب والفتيات من المؤمنين والمؤمنات أن يقوموا بأمرين: الأمر الأول: أن يبذلوا جهدهم باستمرار لكي لا تكون حياتهم كسلا وتقاعسا، والأمر الثاني: عليهم أن يركزوا في أن يكون الجهد مبذولاً في سبيل الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) لأن الهدف الصحيح من وراء الجهد هو الله تعالى”.
5- قراءة التاريخ والتزوّد من السيرة
التاريخ مدرسة عظيمة للشباب، وأفضل ما يمكن قراءته هو سيرة النبي الأكرم وأمير المؤمنين عليهما ال
سلام.
كما يشدد سماحته بقوله: “أشجّع الشباب، خصوصاً في الجامعات والحوزات العلمية، وسائر الشباب، أن يقرؤوا التاريخ بالأخص سيرة النبي الكريم والإمام علي صلوات الله عليهما وآلهما”.
6- تبليغ سيرة الإمام علي مسؤولية الشباب
واجب التعريف بسيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومنهجه في الحكم يقع على عاتق الشباب الذين نشأوا على هذه القيم.
فيقول سماحته: “من الذي يعرّف العالمَ على سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومنهجه في الحكم؟ إنّه أنتم، أيّها الشباب، ومن ربّاكم على هذه القيم”.
7- نشر الثقافة العلوية عالميًا
الثقافة العلوية ليست خاصة بزمان أو مكان، بل هي رسالة عالمية يجب أن يتبناها الشباب وينشروها بروح جماعية.
يبين سماحته ويقول: “أيّها الشباب الأعزّاء، عليكم أن تتعرّفوا جيّداً على الثقافة العلوية، وتطبّقوها على أنفسكم ومجتمعاتكم، ثمّ تسعوا لنشرها عالمياً بالتفاهم ومعاً جميعاً”.
8- الشباب والتغيير القرآني
المطلوب من الشباب أن يكونوا روّاد التغيير، وأن يسبقوا الآخرين بالعمل بالقرآن الحكيم وبمنهج أمير المؤمنين عليه السلام.
كما يحفزهم سماحته ويقول: “أنتم، أتباع أمير المؤمنين عليه السلام ومحبّوه، لا سيّما الشباب، عليكم أن تصغوا لكلماته بقلب واعٍ، وتسعوا لتغيير الواقع، وتسبقوا الآخرين في العمل بالقرآن الحكيم”.
9- الدفاع عن خطّ أهل البيت عبر الشعائر
الشباب مسؤولون عن حماية نهج أهل البيت عليهم السلام، والشعائر الحسينية هي المقدّمات الأساسية
لهذا الدفاع.
ويذكزهم دام ظله ويقول: “واليوم على الموجودين، وخصوصاً الشباب، عليهم مسؤولية الدفاع عن أهل البيت صلوات الله عليهم. والشعائر الحسينية المقدّسة كلّها هي مقدّمات وجود للدفاع عن أهل البيت صلوات الله عليهم. فلا يحصل الأمن إلاّ بإطار أهل البيت، وإلاّ بخطّ أهل البيت صلوات الله عليهم”.
10- نشر ثقافة القرآن وأهل البيت عالميًا
الشباب هم الطليعة التي بجهودها يمكن أن تصل ثقافة القرآن وأهل البيت عليهم السلام إلى العالم أجمع.
ويوجه خطابه دام ظله للشباب ويقول: “بمساعي الجميع، وبالأخص الشباب، يمكن إيصال ثقافة القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام للعالم بأجمعه”.
11- دروس في الرحمة من سيرة النبي
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله جسّد الرحمة حتى مع من تآمروا عليه، وعلى الشباب أن ينقلوا هذه المواقف للعالم بروح جاذبة.
ويحثهم على استلهام الرحمة والعفو من مواقف النبي صلى الله عليه وآله ويقول: “كذلك تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع حاطب بن أبي بلتعة جاسوس المشركين المندسّ في جيش الإسلام، كان فريداً من نوعه، ويجب أن يعرف العالم تفاصيل هذا التعامل. فلقد كان حاطب يتجسّس على جيش الإسلام لصالح جيش المشركين. ولكن عفا رسول الله صلى الله عليه وآله عنه وعن أعوانه. فعليكم أنتم أيّها الشباب الأعزّة أن تبحثوا عن مثل هذه الموارد في التاريخ بأنفسكم، وتعرضوا على العالم بشكل جذّاب وجميل”.
12- استثمار شهر رمضان في هداية الشباب
رمضان فرصة عظيمة لتربية الشباب على العقيدة الصحيحة ومكارم الأخلاق، والاستماع لشبهاتهم ومعالجتها.
يقول سماحته:”علينا أن نستثمر فرصة الشهر الكريم من أجل هداية الشباب عبر تشكيل الجلسات لهم وأن نستمع إلى الشبهات التي تخالجهم فنرفعها، وأن نربّيهم في هذا الشهر على شيئين، هما:
أولاً: العقيدة الصحيحة.
ثانياً: مكارم الأخلاق: فإنّ النبي صلى الله عليه وآله يقول: (إنّما بعثت بمكارم الأخلاق). فلربما اهتدى شابّ واحد وصار فيما بعد سبباً لهداية المئات والعكس صحيح أيضاً فربّ شاب فاسد صار سبباً لفساد المئات ولذا فلنزكِّ أنفسنا في هذا الشهر بالعمل الصالح، ولنعمل على هداية الشباب وإرشادهم إلى الطريق القويم”.
13- النفوس مهيأة للهداية في رمضان
كثير من الشباب إذا وجدوا الطريق الصحيح سلكوه، ومن هنا فإن شهر رمضان أفضل زمن لإرشادهم وهدايتهم.
يبين سماحته: “المسألة التي ينبغي الالتفات إليها في شهر رمضان العظيم هو الاهتمام بهداية الشباب وإرشادهم في هذا الشهر فإنّ النفوس تكون مهيّأة أكثر لاستقبال الموعظة، ولا تتصوّروا أنّ هؤلاء الشباب لا يهتدون، بل كثير منهم إذا وجد الطريق الصحيح سلكه وربما صار من العظماء وصار سبباً لهداية الآخرين مثل كثير من أصحاب الرسول الأعظم والأئمّة الميامين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين”.
الخاتمة
من خلال هذه التوجيهات المباركة، يرسم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله للشباب خريطة واضحة: الجدّ والعمل، التنافس في الفضيلة، الصبر على التوجيه، قراءة التاريخ، الدفاع عن أهل البيت، نشر الثقافة العلوية والقرآنية عالميًا، واستثمار المناسبات كشهر رمضان في هداية الآخرين.
بهذا الفكر، يصبح الشباب طاقة حضارية كبرى، قادرة على صناعة مستقبل مشرق للإسلام الأصيل، ومصدرًا لهداية العالم إلى نور النبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم.