
المرجع الديني هو شخصية علمائية يتمتع بمؤهلات علمية، ويُعَدُّ مرجعًا في العديد من الأمور الشرعية والدينية التي تُعنى بحياة المسلمين. ويختار الشيعة مرجعهم بناءً على معايير محددة، مثل التشيُّع، والتقوى، والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية، وغيرها. إذ يقوم المرجع بمهمة التعليم والتوجيه والإجابة على الأسئلة الدينية التي يطرحها أفراد المجتمع.
وآية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) هو أحد أبرز مراجع الدين في العالم الإسلامي، وهو ينتمي إلى عائلة الشيرازي العريقة، حيث نشأ في بيئة دينية وثقافية غنية، مما أثر على مسيرته العلمية والدينية لاحقًا. ومن الرجالات الأفذاذ لهذه الأسرة المباركة:
1. المرجع الديني آية الله العظمى السيّد محمد حسن الشيرازي قدس سره، المعروف بالمجدد الشيرازي صاحب نهضة التنباك الشهيرة، (ت: 1312 هـ)، جده من أمه.
2. المرجع الديني آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره، قائد ثورة العشرين في العراق (ت: 1338 هـ)، خال والده.
3. المرجع الديني آية الله العظمى السيّد علي الشيرازي قدس سره، نجل المجدد الشيرازي، من كبار مراجع الشيعة في النجف الأشرف، (ت: 1355 هـ).
4. المرجع الديني آية الله العظمى السيّد إسماعيل الشيرازي قدس سره، (ت: 1305 هـ).
5. المرجع الديني آية الله العظمى السيّد عبد الهادي الشيرازي قدس سره، (ت: 1382 هـ).
6. والده المرجع الديني آية الله العظمى السيّد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره، (ت: 1380 هـ).
7. أخوه الأكبر المرجع الديني آية الله العظمى السيّد محمد الشيرازي قدس سره، (ت: 1422 هـ).
8. أخوه آية الله الشهيد السيّد حسن الشيرازي قدس سره ، (ت: 1400 هـ)، مؤسس الحوزة العلمية الزينبية في جوار السيدة زينب سلام الله عليها بدمشق.
وُلد في مدينة كربلاء المقدسة في 20 ذو الحجة 1360 هـ / الموافق 20 آب عام 1942م، حيث تلقى تعليمه الديني في حوزتها العلمية، حيث درس الفقه والأصول والعلوم الإسلامية الأخرى على يد كبار العلماء والمراجع في تلك الفترة، ومنهم:
1. والده المرجع الديني آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.
2. أخوه الأكبر المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره.
3. المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني قدس سره.
4. المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الأصفهاني قدس سره.
5. آية الله الشيخ يوسف الخراساني قدس سره.
6. آية الله الشيخ محمد الشاهرودي قدس سره.
7. آية الله الشيخ محمد الكلباسي قدس سره.
8. أخوه آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره.
9. آية الله الشيخ جعفر الرشتي قدس سره.
10. آية الله الشيخ محمد حسين المازندراني قدس سره.
واهتم بحصوله على أرفع الدرجات في الفقه والأصول، مما مهد له الطريق ليتبوأ مكانة رفيعة في عالم العلم والدين. برع في دراسة جميع العلوم الإسلامية، وخصوصًا الفقه الإسلامي، وهو ما جعله من الفقهاء العظام.
وقد كتب في كربلاء المقدّسة للحوزات العلمية ولطلبة العلوم الدينية: توضيح شرائع الإسلام، وشرح اللمعة الدمشقية، وشرح تبصرة المتعلمين، وشرح السيوطي، وشرح الصمدية، وشرح العوامل، والموجز في المنطق.
انتقل سماحته بعد ذلك إلى الكويت. وبفضل اجتهاده وعمق تفكيره ونبوغه العلمي، نال مرتبة الاجتهاد، وقد بدء بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول عام 1398 هـ في الكويت.
انتقل بعد ذلك إلى إيران وواصل إلقاء دروس البحث الخارج فيها حتى اليوم. وقد اتحف الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول منذ خمسين عامًا، ويحضره الكثير من العلماء الأفاضل وبعض المجتهدين للاستفادة من محضره الشريف. كما تخرج على يده جمع من الأعلام المجتهدين.
كما كتب العديد من المؤلفات للعلماء وأساتذة بحث الخارج في الفقه والأصول: بيان الفقه في شرح العروة الوثقى، وبيان الأصول، وتطرق فيهما إلى مباحث لم يتطرق غيره لها .
لقد دأب سماحته والى يومنا هذا على زيارة الفقهاء والمراجع والعلماء الفطاحل، وإكبارهم وإعظامهم، والبحث معهم في مختلف المسائل العلمية الدقيقة وما يرتبط بأمور الطائفة الشيعية في زمن غيبة مولانا الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، كما بادله الفقهاء المراجع والعلماء الأعلام الزيارة في بيته المتواضع وقابلوه بالتجليل والتعظيم والتقديس، وكان يستثمر زيارته لهم وزيارتهم إياه حتى ولو كانت المدة قصيرة في طرح فرع فقهي ، أو مسألة أصولية، ويتم بينهم البحث العلمي والمناقشة الفقهية بكل رصانة ومتانة، بحيث يُذعن له بالقوة العلمية والمكانة السامية الفقهية والأصولية.
كما كتب سماحته في مجالات علمية وفكرية متعددة منها: تمهيدات في الاقتصاد الاسلامي، والربا المشكلة الاقتصادية القائمة، والطريق الى بنك اسلامي، والإصلاح الزراعي في الإسلام.