
مقدّمة
يؤكد سماحة المرجع الديني السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله على أنّ الإعلام اليوم ليس مجرّد وسيلة جانبية، بل هو سلاح العصر، وميدان التأثير الأول في وعي الناس وتوجّهاتهم. ومن هنا يلحّ سماحته دام ظله في أكثر من مناسبة على وجوب استثمار الإعلام، خصوصاً القنوات الفضائية، لنشر الإسلام المحمدي الأصيل وتعريف العالم بثقافة أهل البيت عليهم السلام.
الإعلام سبب رئيسي للفساد والنجاة
يشخّص سماحته دام ظله أنّ الفساد العالمي مردّه إلى عاملين، أولُهما الإعلام المضلّل:
“لقد امتلأت الدنيا اليوم بالفساد والضلال، ويقول القرآن الكريم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾. … فالعامل الأساسي لهكذا وضع وحالة أمران: الأول الإعلام المكلف بعشرات ومئات المليارات لأهل الباطل والضلالة، … والثاني التقصير والتهاون من المؤمنين والمؤمنات.”
وهنا يضع المرجع دام ظله مسؤولية مباشرة على عاتق المؤمنين لبناء إعلام بديل، يواجه طوفان الباطل بخطاب رسالي.
القنوات الفضائية منبر عالمي
يصف سماحته دام ظله الفضائيات بأنها من أهم الوسائل لتعريف الإسلام وتمييزه عن الباطل، حيث قال:
“القنوات الفضائية هي من أهم وسائل تعريف الإسلام الحقيقي وتبيينه للناس، وتميّزه عن الإسلام الكاذب. فأعداء الدين والمذهب يستفيدون كثيراً من هذه الوسيلة، فيجب على الشيعة أن يستفيدوا منها.”
فبينما تستغل الجماعات المنحرفة هذه الوسائل لتشويه الإسلام عبر ممارسات داعش وأمثالها، يدعو المرجع إلى جعل القنوات الشيعية مرآة صافية للإسلام العلوي الأصيل.
ضرورة الإكثار من القنوات
يرى المرجع الشيرازي دام ظله أنّ الموجود من الإعلام الشيعي لا يكفي، بل هو أقل بكثير مما يليق بمقام أهل البيت عليهم السلام: “يجب الإكثار من القنوات الفضائية التي تبلّغ للشعائر وللإسلام العلوي، بمستوى التغطية الكاملة للعالم.”
ويستشهد سماحته بالتاريخ في ذكر تمسّك العلماء الكبار بالشعائر، مثل الميرزا تقي الشيرازي، ليبيّن أن التمسّك بالشعائر وإيصالها هو تكليف شرعي وليس مجرّد عمل تطوعي.
الإعلام تكليف الجميع
يؤكد المرجع دام ظله أنّ مسؤولية الدفاع عن النبي والإسلام تقع اليوم على الجميع، وليس على العلماء فقط:
“من الذي عليه أن يدافع عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله؟.. اليوم على كل شخص أن يقوم بذلك قدر ما يتمكّن عليه. فلا تهتمّوا لأعداد القنوات الفضائية المنحرفة، وعليكم أن تقوموا بالتبيين عبر القنوات الشيعية الموجودة، ولا شكّ أنّ مساعيكم ستعطي النتيجة.”
وهذا تصريح واضح بأن كل فرد بحسب قدرته مسؤول عن دعم الإعلام الشيعي وتطويره.
الإعلام والشعائر الحسينية
كما يربط سماحته دام ظله بين الإعلام والشعائر الحسينية، داعياً إلى جعلها محور العمل الإعلامي:
“تعالوا نتعاون لتوسيع مشروع تأسيس القنوات الفضائية الشيعية وتقديم كل سبل الدعم والحماية اللازمة لها، لتساهم بشكل فعّال في نشر وترويج علوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام، والتركيز أساساً على القضية الحسينية وحدث مناسبة الأربعين العظيمة التي لا نظير لها.”
فالقضية الحسينية عند سماحته ليست فقط مناسبة دينية، بل ركيزة لمشروع إعلامي عالمي.
خاتمة
من خلال نصوصه المتعددة، يتضح أنّ سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يعتبر الإعلام والقنوات الفضائية:
واجبًا شرعيًا على جميع المؤمنين.
وسيلة أساسية لتعريف العالم بالإسلام الأصيل.
ساحة مواجهة مع إعلام الباطل المموّل بالمليارات.
منبرًا للشعائر الحسينية التي تحمل روح الإسلام الأصيل.
وعليه، فإنّ تشجيع المرجعية على تأسيس وتكثير القنوات الفضائية الشيعية ليس مجرد رأي، بل هو دعوة مستمرة، وتكليف عام، ومسؤولية مشتركة لكل من يحمل همّ الدين وأهل البيت عليهم السلام.